الجمعة، 3 أكتوبر 2008

الرحيل


الرحيل
كنت لا أنام..بل أفكر فيه,
كيف له أن يتركنا بهذه البساطة على تراب غير ترابنا دون محاولة المجيء..
يريد أن يأتي بأسهل طريقة يريد لنا أن نمهد له الدرب الطويل..
لم يحاول أن يسخر نفسه لترويض المستحيل كي يأتي إلينا..
بل حتى لم يحاول بالقليل..
"تعالوا أنتم حتى أراكم"
لماذا لا تأتي أنت؟
"لا أستطيع المجيء..لكني اشتقت لكم"
حقا؟!..كدت أصدقك!!..
"أقول الحقيقة"
برهن لي!!..
"لا أستطيع..لدي عمل"
من منا الحبيب؟! عملك أم نحن؟!
أم سرعان ما نسيت غلاوتنا..
أم قد ملأ قلبك الغريب..
"لكن عملي لكم!!"
تباً للعمل إن كان لشقاوتنا..
تباً للعمل إن كان أغلى من سعادتنا..
"أنتم تركتموني.." قالها ساخطاً
و أنت تستطيع المجيء
قلتها لأرى الحقيقة أمامي..لأرى أني لا أعني له شيئاً..
أو تكون الحقيقة ألا أعني له الكثير..
أو لست ابنته؟!يا الهي ساعدني على فهم نفوس الآخرين..
أحاول أن أقنع نفسي بالعكس و لكن أيكون هذا الصحيح؟!!..
"لم لا تبرهن لي أني غالية في عينيك؟ لم لا تثبت لي أننا كل ما لديك؟"
لم أسمع سوى صدى صوتي يتردد
لأنه سكت إلى الأبد..
لم يجد سوى الصمت رداً..
و لم يعلم أنه بسكوته ارتحل من صفحات حياتي حتى أني لأسمع خطواته تتلاشى ..
لتبتعد..و تبتعد..و تبتعد..
يخيم السكون فلا أسمع سوى صوت تنفسي..و قطرات الندى تترقق بين عيني..
يرجع إلي وعيي..
أجد نفسي في سرير ليس بسريري الذي عهدته..
و على أرض ليست هي التي كنت حبة من رملها..
و أشعر أنني بمنفى و هو بمنفى..
لا يبقى سوى الظلام الذي يغطي ما خلفي و ما أمامي..
ترتحل الذكريات..
ليغمرني الهدوء..
و تغطيني السكينة..
و أنام..

0 التعليقات: